مفهوم الذكاء العاطفي:
هي مجموعة من القدرات التي تمكن الفرد من تسخير العواطف في ترشيد وتحفيز الأفكار والسلوك، من خلال الوعي والفهم والتعبير والتقييم الدقيق للعواطف الذاتية وعواطف الآخرين وإدارة العواطف والاستفادة من السمات الشخصية في عملية التحفيز والتناغم العاطفي مع الآخرين.(عبد الفتاح،2007،ص26)
كما يعرف جولمان الذكاء الوجداني "بأنه قدرتنا على التعرف على مشاعرنا ومشاعر الآخرين، وعلى تحفيز ذواتنا، وعلى إدارة انفعالاتنا وعلاقتنا مع الآخرين بشكل فاعل".
ويعرفه بار أون "بأنه نظام من الإمكانات غير المعرفية، والكفاءات والمهارات التي تؤثر على قدرة الفرد على النجاح والمجابهة مع متطلبات، وضغوط البيئة".
ويعرف ماير وسالوفي الذكاء الوجداني "بأنه يشمل القدرة على إدراك الانفعالات بدقة، وتقييمها،والتعبير عنها، والقدرة على توليد المشاعر، أو الوصول إليها عندما تيسر عملية التفكير، والقدرة على فهم الانفعال والمعرفة الوجدانية، والقدرة على تنظيم الانفعالات بما يعزز النمو الوجداني والعقلي". (النمري،1430)
كما تعرفه الباحثة بأنه "إدراك الفرد لمشاعره ومشاعر الآخرين وفهمها من أجل توظيفها في إدارة علاقاته مع الآخرين بشكل فعال.
توصل ماير وسالوفي إلى أن الأفراد ذوي الذكاء الوجداني المرتفع يكونون أكثر قدرة على التوافق مع المتغيرات التي تحدث في بيئاتهم، وأكثر قدرة على إقامة علاقات اجتماعية مناسبة، كما أنهم يكونون لديهم القدرة على مراقبة انفعالاتهم ومشاعرهم والتحكم فيها، وتنظيم تلك الانفعالات وفق انفعالات ومشاعر الآخرين.
ومن علامات نضج الذكاء الوجداني لدى الفرد هو تقبله لجميع الخبرات الانفعالية سواء كانت سارة أو غير سارة، وقدرته على التمييز بين الإحساس والانفعال والاستجابة بمقتضاه كإظهار الابتسامة أمام الآخرين رغم شعوره بالحزن لأمر ما أو إظهار علامات الحزن في عزاء لزميل توفى أحد أقاربه مثلا رغم أن الفرد لا يشعر بالحزن فعلياً، أو عدم إظهار غضبه أمام زملائه حتى لا يفسد اجتماعهم رغم إحساسه بالظلم.
والذكاء الوجداني عبارة عن مجموعة من السمات والصفات الشخصية والمهارات الاجتماعية والوجدانية والتي تمكن المدير من تفهم مشاعر وانفعالات ذاته أولاً، ثم مشاعر وانفعالات الآخرين، ومن ثم يكون أكثر قدرة على ترشيد حياته الإدارية والاجتماعية انطلاقاً من تلك المهارات.(العتيبي،2010)
ويقوم الذكاء الوجداني على فكرة مؤداها أن نجاح الفرد في الحياة الاجتماعية أو المهنية لا يتوقف على ما يمتلكه الفرد من قدرات عقلية فقط "الذكاء المعرفي" ولكن أيضاً على ما يمتلكه من مهارات انفعالية واجتماعية اصطلح على تسميتها بالذكاء الوجداني ، حيث لاحظ العلماء أن الغالبية العظمى من الحاصلين على مراكز متميزة في المجتمع لا يرجع تميزهم إلى ما يمتلكونه من معامل ذكاء ، ولكن يرجع إلى امتلاكهم مهارات الذكاء الوجداني كقدرتهم على معرفة مشاعرهم والتعامل معها بكفاءة والقدرة على ضبط النفس ، والقدرة على التعبير عن المشاعر بشكل مناسب وإيجابي، والقدرة على التحكم في الرغبات ومقاومة الاندفاع، والقدرة على التفاعل الإيجابي مع الآخرين والتعاطف معهم وفهم مشاعرهم، وبالرغم من أن مفهوم الذكاء الوجداني قد انطلق بفاعلية في مجال علم النفس إلا أن الدراسات التي تناولت المكونات العاملية لهذا المفهوم قليلة بالمقارنة بأي متغير آخر، وقد يرجع ذلك إلى وجود خلاف حول مفهوم الذكاء الوجداني حول كونه قدرات عقلية أم مهارات اجتماعية أم سمات شخصية حيث أنه يقع على متصل بين الذكاء المعرفي والنظام الانفعالي، وهذا الغموض يحتاج إلى مزيد من الفحص والتحليل.(المحمدي،1430)
أبعاد الذكاء العاطفي:
وضع "جولمان" نموذجاً للذكاء العاطفي في عام 1998 يتضمن خمسة أبعاد رئيسية هي: الوعي بالذات، التحفيز(الدافعية)، التعاطف(التقمص العاطفي)، المهارات الاجتماعية، وكانت توصف الأبعاد الثلاثة الأولى بأنها كفاءات شخصية، والبعدين الآخرين كفاءات اجتماعية، وشملت تلك الأبعاد الخمسة خمساً وعشرين كفاءة.
وبإجراء دراسات لاحقة وتحليلات إحصائية على تلك الأبعاد والكفاءات تم اختصار الأبعاد الخمسة إلى أربعة أبعاد، وذلك بحذف بعد التعاطف لأنه دمج في بعد الوعي الاجتماعي، كما تم اختصار الكفاءات الخمس والعشرين إلى ثماني عشر كفاءة، واستنادا لتلك الأبعاد حدد "جولمان" وزملائه جانبين أساسين للكفاءات تتوافق مع الذكاء العاطفي، وهما القدرة والهدف، بحيث تشتمل القدرة الوعي بالعواطف وإدارة العواطف، ويشمل الهدف إمكانية الاستفادة من هاتين القدرتين في التأثير في الذات وفي الغير.
وفيما يلي توضيح لإبعاد وكفاءات الذكاء العاطفي، والتي تتوافق مع كفاءات القيادة من منظور نظرية جولمان وزملائه.
1. الوعي الذاتي: ويشمل الوعي الذاتي العاطفي، والتقييم الدقيق للذات، والثقة بالنفس.
o الوعي العاطفي الذاتي: القادة الذين يتمتعون بنسبة عالية من الوعي الذاتي العاطفي تجدهم متناغمين مع إشاراتهم الداخلية، ومع قيمهم المفضلة، ويملكون غالباً الحدس نحو أفضل الخيارات وهم صريحون وصادقون لدى الحديث عن عواطفهم وعن قناعاتهم.
o التقويم الذاتي الدقيق: القادة الذين يمتلكون درجة مرتفعة من الوعي الذاتي يعرفون غالبا نقاط قوتهم وضعفهم ويظهرون روح الدعابة والفكاهة عن أنفسهم ويرحبون بالنقد البناء، وبالتغذية العكسية والتقييم الذاتي الدقيق يسمح للقائد أن يعرف متى يطلب المساعدة، ولماذا.
o الثقة بالنفس: تؤدي الثقة بالنفس إلى الاستفادة من نقاط القوة لدى القادة، والواثقون من أنفسهم يرحبون بالمهام الصعبة وغالبا لديهم حضور وبروز بين الآخرين.
2. إدارة الذات: وتشمل ضبط النفس، والشفافية، والتأقلم، والتوجه للإنجاز، والمبادأة، والتفاؤل.
o ضبط النفس: القادة الذين لديهم القدرة على ضبط النفس عاطفيا يجدون طرقا لإدارة عواطفهم وانفعالاتهم المزعجة ويوجهونها بطرق مفيدة، لأنهم يحافظون على هدوئهم وصفاء أذهانهم في ظروف الضغط والأزمات.
o الشفافية: هي انفتاح القادة على الآخرين، بما يتعلق بمشاعره ومعتقداته وأفعاله والقادة الشفافين يعترفون بأخطائهم ويواجهون السلوك الغير أخلاقي لدى الغير.
o التأقلم: هو القدرة على الاندماج والعمل في بيئات جديدة ومواجهة تحديات جديدة والقادة المتمتعون بتلك الكفاءة يلبون عدة متطلبات دون فقد الطاقة والتركيز.
o التوجه للإنجاز: القادة الذين يملكون تلك الكفاءة يتمتعون بمعايير شخصية تدفعهم للسعي دائما لتحسين أدائهم وأداء مرؤوسيهم ويضعون أهدافا قابلة للقياس، ولكنها تمثل تحديا وهذه القدرة تكمن في مواصلة تعلم وتعليم طرقا جديدة لإنجاز أفضل.
o المبادأة: هي الكفاءة في اغتنام الفرص أو خلقها بدلا من مجرد الانتظار والقائد المتمتع بتلك القدرة يخرق الروتين ويحب التصدي للحلول ويسعى دائما لخلق فرص أفضل للمستقبل.
o التفاؤل: القائد المتفائل يرى في العقبة فرصة بدلا من كونها تهديدا، وينظر للآخرين بايجابية ويتوقع منهم الأفضل ويتوقع أن بإمكانه أن يحقق هو والآخرين إنجازا ومستقبلا أفضل.
3. الوعي الاجتماعي: ويضم التقمص العاطفي، والوعي التنظيمي، والتوجه نحو الخدمة.
o التعاطف(التقمص العاطفي): القادة الذين لديهم تعاطف يكونون قادرين على التناغم مع طيف واسع من الإشارات العاطفية، بما يجعلهم يحسون بالمشاعر المحسوسة وغير المفصح عنها لدى الشخص أو المجموعة، ومثل هؤلاء القادة يصغون بانتباه ويمكنهم أن يفهموا وجهة نظر الآخر مما يجعلهم قادرين على التفاهم جيدا مع أناس من خلفيات وثقافات متنوعة.
o الوعي التنظيمي: القائد الذي يملك تلك الكفاءة يكون قادرا على ضبط الشبكات الاجتماعية الحاسمة، وأن يقرأ علاقات القوة الرئيسية وإدراك القوى السياسية والاجتماعية والثقافية المتفاعلة في صلب تنظيم ما، وأيضا القيم والقواعد غير المنطوقة الموجهة لسلوك الناس.
o التوجه للخدمة: القادة الذين يتمتعون بدرجة عالية من كفاءة الخدمة يبنون جوا عاطفيا بشكل يجعل الناس الذين هم على اتصال مباشر مع العميل يحتفظون بعلاقة جيدة معه، ويراقبون رضاه كما أنهم يجعلون أنفسهم في الخدمة كلما دعت الحاجة، وهم سعداء بذلك.
4. إدارة العلاقات: وتشمل الإلهام، والتأثير، وتطوير الآخرين، والحث على التغيير، وإدارة الصراع، والتعاون والعمل ضمن فريق العمل:
o الإلهام: وهي كفاءة القادة في إلهام غيرهم وخلق التجاوب وتحريك الغير برؤية مقنعة نحو مهمة مشتركة، وهم قدوة لغيرهم ويمنحون الآخرين حسا وإثارة فعالة نحو العمل.
o التأثير: وهو إتباع القادة للأسلوب المناسب للإقناع وينبع التأثير من شخصية القائد وسلوكه ومن تعبيراته اللفظية وغير اللفظية.
o تطوير الآخرين: وهي كفاءة القادة في تنمية قدرات الآخرين والاهتمام الحقيقي بفهم أهدافهم ونقاط القوة والضعف لديهم، وتقديم تغذية مرتدة بناءة في الوقت المناسب.
o الحث على التغيير: وهي كفاءة القادة في معرفة الحاجة للتغيير، ومواجهة الوضع السائد وتقديم البرهان على ما يريدون بالإقناع ويجدون طرقاً عملية لمواجهة ما يعوق التغيير.
o إدارة الصراع: وهي كفاءة القادة في جذب كل الأطراف عن طريق تفهم مشاعر ووجهات النظر المختلفة، وتبسيط نقاط الخلاف وإعادة توجيه الطاقة باتجاه هدف مشترك يسانده الجميع.
o التعاون والعمل الجماعي: وهي كفاءة القائد في خلق جو من الزمالة الحميمة وتقديم المساعدة، وبناء الروح المعنوية وروح الانتماء لفريق العمل والعمل على تكوين وترسيخ الصداقات واجتذاب الآخرين إلى التزام حماسي للعمل الجماعي.
وتأسيسا على ما سبق فإن المنظمات بكل أنواعها، بحاجة ماسة إلى القيادة عاطفيا أكثر من أي وقت مضى لأنها تعيش في وسط التغيير والتحديات الاقتصادية، والأمر نفسه للموظفين الذين يواجهون تحديات جديدة مثل تأثير سعي المنظمات لخفض التكاليف والاعتماد على العولمة وإعادة وتصميم الأعمال كل هذا يفرض على القادة التفاعل، والأخذ بنمط القيادة التي تجعل الموظفين يعملون كفريق واحد وهذا ما تحققه القيادة الذكية عاطفياً. (عبد الفتاح،2007،ص27-30)
مهارات الذكاء العاطفي:
يتميز القادة الإداريين الذين يمتلكون الذكاء العاطفي بمجموعة من المهارات، وفيما يلي إيضاح لدور المهارات الأساسية في عملية القيادة:
1. ينبغي أن يكون القادة قادرين على تحديد وفهم عواطفهم ويعرفون مسببات تلك العواطف، وبتلك القدرة يمكن للقائد تقييم الحالة أو الموقف بشكل أكثر وضوحا واتخاذ قرارات تتسم بالوضوح والتوازن.
2. عندما يتحكم القائد بعواطفه يمكنه أن يبقى هادئا وسط حالات الغموض والقلق، ومع هذا الضبط الذاتي يتخذ القادة ردود أفعال متوازنة ويتبعهم المرؤوسين بنفس التوجه والسلوك.
3. عندما يملك القائد مهارة قراءة الآخرين، والقدرة على التواصل والتفاعل مع خبراتهم وتجاربهم سيكون تأثيره كبيرا في الآخرين.
4. عندما يملك القائد مهارة فهم العواطف يكون قادرا على تقييم المواقف بموضوعية ويتخذ قرارات أكثر فاعلية.
5. عندما يملك القائد مرونة الاتصال من خلال فهم عاطفته الذاتية وعواطف الآخرين، يمكنه الاتصال بالآخرين بالطريقة المناسبة وبالوقت المناسب سواء كان بشكل لفظي أو غير لفظي.
ويعد "فيلدمان" هذه المهارات الخمس السابقة ضرورية للقائد ولكن المهارات العليا (مهارات النسق الأعلى) تجعل القائد أكثر فاعلية، وتشتمل على خمس مهارات هي:
1. تحمل المسؤولية عن العمل.
2. إيجاد خيارات منوعة ومرنة لمواجهة المواقف المختلفة.
3. تقبل وجهات نظر الآخرين.
4. الحماس لإيجاد أفضل الخيارات الممكنة لكل حالة، وخاصة القرارات ذات التأثير.
5. الإصرار على خلق عزيمة ذاتية واحترام الذات والإحساس بالفاعلية الشخصية. (عبد الفتاح،2007،ص31)
مستويات الذكاء العاطفي:
دخل مصطلح الذكاء العاطفي لغتنا المعاصرة لأول مرة عام 1990 على يد العالم بيتر سالوفي ولهذا الذكاء مستويان:
o المستوى الشخصي في إطار الذات.
o المستوى التفاعلي في إطار العلاقات.
وغم تبادل التأثير بين هذين المستويين إلا أن الذكاء العاطفي على المستوى الشخصي هو الأصل ويؤدي غيابه إلى ضعف الذكاء العاطفي على مستوى العلاقات الإنسانية ويتسبب أيضا في التقليل من فعالية الذكاء الفكري لأطراف هذه العلاقات.
ورغم ذلك فما زال كثيرون يعتقدون بأن التعبير عن العواطف في أماكن العمل من السلوكيات السلبية التي على العاملين أن يتجنبوها. إلا أن التجارب أثبتت خطأ هذا الاعتقاد لان التحلي بهذه المهارات الطبيعية ومساعدة الآخرين على بناء قواعد ذكائهم النفسي هو الطريق الوحيد إلى بناء علاقات ذكية وبالتالي منظمات قوية وشركات تنافسية.(إلياس،2009،ص14)
أهمية الذكاء الوجداني :
تتمثل أهمية الذكاء العاطفي في إدارة انفعالات الإنسان وتصرفاته من خلال:
o الانسجام بين عواطف الشخص ومبادئه وقيمه, ما يشعره بالرضا والاطمئنان.
o اتخاذ القرارات الرشيدة في الحياة اليومية.
o انعكاسه على الصحة الجسدية والنفسية.
o الإسهام في القدرة على تحفيز الذات وإيجاد الدافعية الذاتية لعمل ما نريده.
o الإسهام في جعل الشخص أكثر فاعلية في العمل من خلال فريق العمل.
o يدعم المعاملة الحسنة والاحترام في التعامل.
o يسهم في تكوين العلاقات والصداقات المرغوبة.
o يساعد على زيادة مهارات الإقناع والتأثير في الآخرين.
o يسهم في النجاح الوظيفي. http://www.aleqt.com/2008/12/15/article_173645.html))
الذكاء العاطفي وعلاقته بالتعلم والتدريب:
حيث تتمثل مهمة الذكاء العاطفي في السعي لضبط إيقاع انفعالاتنا وعواطفنا وتوظيفها من أجل تعظيم قدرتنا وفاعليتنا الشخصية على اتخاذ القرارات الرشيدة والمناسبة، كردة فعل لهذه الانفعالات، كما يتضمن ضبط العواطف، وإيجاد العواطف المناسبة عند الحاجة إليها، وكذلك تعديل وتغيير أنماط السلوك المتعلمة، فإن الذكاء العاطفي ـ حسب هذا الوصف لآلية عمل الدماغ - يسعى ويحرص على عدم إعطاء الفرصة للأميجدالا لتولي زمام الأمور، والسماح للقشرة الجديدة بالتدخل لتكون استجاباتنا مدروسة قدر الإمكان وليست تلقائية.
وللذكاء العاطفي ارتباط وثيق بعملية التعلم والتدريب ويستند إلى ثلاثة افتراضات مهمة، هي:
o ليس هناك تفكير دون عاطفة، وليست هناك عاطفة دون تفكير.
o كلما كان الشخص أكثر وعياً بتجربته، أمكن التعلم منها أكثر.
o معرفة الإنسان بنفسه جزء مهم من عملية التعلم. http://www.aleqt.com/2008/12/15/article_173645.html))
أثر الذكاء العاطفي:
وللذكاء العاطفي تأثيرات واضحة ومهمة في حياة كل شخص وفي طريقة تفكيره وعلاقاته وانفعالاته,, فالتعاون بين العقل والقلب أو بين الشعور والفكر, يبرز لنا أهمية الذكاء العاطفي في التفكير سواء أكان ذلك من خلال اتخاذ القرارات الحكيمة أم في إتاحة الفرصة لنا لنفكر في صفاء ووضوح إذ ما أخذنا في الحسبان أن العاطفة إذا ما قويت أفسدت علينا القدرة على التفكير السليم والحصول على قرارات صائبة. ttp://www.aleqt.com/2008/12/15/article_173645.html))
أهمية مهارات الذكاء العاطفي للقيادة التربوية:
تتضح أهمية توافر مهارات الذكاء الوجداني لدى القائد التربوي من خلال الآتي:
o القدرة على أن يُحِب ويُحَب.
o القدرة على مواجهة الواقع والتعامل معه.
o القدرة على النظر إلى خبرات الحياة بشكل إيجابي.
o القدرة على التعلم من الخبرات السابقة.
o القدرة على تحمل الإحباط.
o القدرة على احتواء الصراعات.
o قبول الاختلاف والبعد عن التعصب.
o التوازن.
o الدافعية للإنجاز.
o الإبداع.
o القدرة على العمل الجماعي.
ويعرض تشيرنسس مجموعة من مؤشرات النجاح في العمل كنتيجة للتعلم الوجداني والاجتماعي للقادة التربويين، ومن تلك المؤشرات:
o التطور السريع في علاقات العمل.
o الوساطة الناجحة والقدرة على التفاوض.
o توافر الثقة بالنفس.
o القدرة على إدارة المشاعر الذاتية.
o القدرة على الإقناع.
o القدرة على قراءة المواقف.
o القدرة على غرس الإيجابية، وتطوير الذكاء الوجداني باستمرار.
وحددت جيري أهم الخصائص التي تميز المديرين الناجحين في المنظمات التعليمية وجميعها مرتبط بالذكاء العاطفي الوجداني، وهي:
o القدرة العالية في النفس.
o القدرة على بناء علاقات وجدانية قوية مع الآخرين لحسم الصراعات.
o القدرة على التأثير بقوتهم الشخصية أكثر من موقعهم الوظيفي.
o القدرة على إدارة الصراعات بشكل أكثر فاعلية.
o القدرة على إدارة الوجدانات السالبة والشعور بالتفاؤل معظم الوقت.
o القدرة على التفهم والاهتمام بالسلوكيات غير اللفظية للآخرين.
ويمكن ملاحظة العلاقة بين الذكاء العاطفي والقيادة الفعالة من خلال:
o أن قدرات الذكاء الوجداني للقائد عوامل تكون منبئة لمستوى أدائه في المؤسسة التي يعمل بها.
o أن الذكاء الوجداني يؤثر على سلوك القائد الذي يدير أي عمل وعلى اتخاذه للقرارات الخاصة بذلك.
o إن الكفاءات الوجدانية للمدير تؤثر على علاقته بمرؤوسيه وعلى روح التعاون بينهم وعلى مستوى أدائهم وعلى مستوى دافعيتهم.
o أن المهارات الاجتماعية مكون مهم له تأثير قوي على أداء المديرين وعلى أدوارهم.
دواعي الحاجة إلى الذكاء العاطفي الوجداني في المؤسسات التربوية:
o تنمية المؤسسات المنتجة ومساندتها.
o التغيير الإداري والضغوط.
o تكوين فرق عمل ذو أداء مرتفع.
o اختيار المواهب عالية الجودة وتعزيزها والحفاظ عليها.
المراجع:
- الياس، طارق.(2009).الذكاء العاطفي وتطبيقاته في بيئة العمل وعلم التفاوض.القاهرة:بوك سيتي للنشر والتدريب والاستشارات الإدارية.
- عبد الفتاح، إيمان.(2007).كيف تصبح أكثر فاعلية وتحقيق النجاح من خلال الذكاء العاطفي وأساليب استغلال الطاقة. ورقة عمل مقدمة في ندوة "تنمية المهارات القيادية لمديري منظمات الأعمال العامة والخاصة".القاهرة.
- العتيبي، تركي بن كديميس،)2010(، تصور مقترح لتوظيف الذكاء العاطفي في الرفع من فعالية القيادة التربوية، كلية التربية، جامعة الطائف.
- العديلي، ناصر.(2008).الذكاء العاطفي من أهم العناصر المؤثرة في نجاح القيادة الإدارية. تم استرجاعه بتاريخ 23/11/1432هـ على الرابط التالي:http://www.aleqt.com/2008/12/15/article_173645.html)).
- المحمدي، إيمان.(1430).المكونات العاملية للذكاء الوجداني لدى عينة من طالبات السنة التحضيرية. رسالة غير منشورة. قسم علم النفس، كلية التربية، جامعة الملك عبد العزيز:جدة.
- النمري، أحمد.(1430).الذكاء الوجداني وعلاقته بالسلوك القيادي لدى مديري المدارس الثانوية بمحافظة الطائف. رسالة غير منشورة.قسم علم النفس، كلية التربية، جامعة أم القرى:مكة المكرمة.
هي مجموعة من القدرات التي تمكن الفرد من تسخير العواطف في ترشيد وتحفيز الأفكار والسلوك، من خلال الوعي والفهم والتعبير والتقييم الدقيق للعواطف الذاتية وعواطف الآخرين وإدارة العواطف والاستفادة من السمات الشخصية في عملية التحفيز والتناغم العاطفي مع الآخرين.(عبد الفتاح،2007،ص26)
كما يعرف جولمان الذكاء الوجداني "بأنه قدرتنا على التعرف على مشاعرنا ومشاعر الآخرين، وعلى تحفيز ذواتنا، وعلى إدارة انفعالاتنا وعلاقتنا مع الآخرين بشكل فاعل".
ويعرفه بار أون "بأنه نظام من الإمكانات غير المعرفية، والكفاءات والمهارات التي تؤثر على قدرة الفرد على النجاح والمجابهة مع متطلبات، وضغوط البيئة".
ويعرف ماير وسالوفي الذكاء الوجداني "بأنه يشمل القدرة على إدراك الانفعالات بدقة، وتقييمها،والتعبير عنها، والقدرة على توليد المشاعر، أو الوصول إليها عندما تيسر عملية التفكير، والقدرة على فهم الانفعال والمعرفة الوجدانية، والقدرة على تنظيم الانفعالات بما يعزز النمو الوجداني والعقلي". (النمري،1430)
كما تعرفه الباحثة بأنه "إدراك الفرد لمشاعره ومشاعر الآخرين وفهمها من أجل توظيفها في إدارة علاقاته مع الآخرين بشكل فعال.
توصل ماير وسالوفي إلى أن الأفراد ذوي الذكاء الوجداني المرتفع يكونون أكثر قدرة على التوافق مع المتغيرات التي تحدث في بيئاتهم، وأكثر قدرة على إقامة علاقات اجتماعية مناسبة، كما أنهم يكونون لديهم القدرة على مراقبة انفعالاتهم ومشاعرهم والتحكم فيها، وتنظيم تلك الانفعالات وفق انفعالات ومشاعر الآخرين.
ومن علامات نضج الذكاء الوجداني لدى الفرد هو تقبله لجميع الخبرات الانفعالية سواء كانت سارة أو غير سارة، وقدرته على التمييز بين الإحساس والانفعال والاستجابة بمقتضاه كإظهار الابتسامة أمام الآخرين رغم شعوره بالحزن لأمر ما أو إظهار علامات الحزن في عزاء لزميل توفى أحد أقاربه مثلا رغم أن الفرد لا يشعر بالحزن فعلياً، أو عدم إظهار غضبه أمام زملائه حتى لا يفسد اجتماعهم رغم إحساسه بالظلم.
والذكاء الوجداني عبارة عن مجموعة من السمات والصفات الشخصية والمهارات الاجتماعية والوجدانية والتي تمكن المدير من تفهم مشاعر وانفعالات ذاته أولاً، ثم مشاعر وانفعالات الآخرين، ومن ثم يكون أكثر قدرة على ترشيد حياته الإدارية والاجتماعية انطلاقاً من تلك المهارات.(العتيبي،2010)
ويقوم الذكاء الوجداني على فكرة مؤداها أن نجاح الفرد في الحياة الاجتماعية أو المهنية لا يتوقف على ما يمتلكه الفرد من قدرات عقلية فقط "الذكاء المعرفي" ولكن أيضاً على ما يمتلكه من مهارات انفعالية واجتماعية اصطلح على تسميتها بالذكاء الوجداني ، حيث لاحظ العلماء أن الغالبية العظمى من الحاصلين على مراكز متميزة في المجتمع لا يرجع تميزهم إلى ما يمتلكونه من معامل ذكاء ، ولكن يرجع إلى امتلاكهم مهارات الذكاء الوجداني كقدرتهم على معرفة مشاعرهم والتعامل معها بكفاءة والقدرة على ضبط النفس ، والقدرة على التعبير عن المشاعر بشكل مناسب وإيجابي، والقدرة على التحكم في الرغبات ومقاومة الاندفاع، والقدرة على التفاعل الإيجابي مع الآخرين والتعاطف معهم وفهم مشاعرهم، وبالرغم من أن مفهوم الذكاء الوجداني قد انطلق بفاعلية في مجال علم النفس إلا أن الدراسات التي تناولت المكونات العاملية لهذا المفهوم قليلة بالمقارنة بأي متغير آخر، وقد يرجع ذلك إلى وجود خلاف حول مفهوم الذكاء الوجداني حول كونه قدرات عقلية أم مهارات اجتماعية أم سمات شخصية حيث أنه يقع على متصل بين الذكاء المعرفي والنظام الانفعالي، وهذا الغموض يحتاج إلى مزيد من الفحص والتحليل.(المحمدي،1430)
أبعاد الذكاء العاطفي:
وضع "جولمان" نموذجاً للذكاء العاطفي في عام 1998 يتضمن خمسة أبعاد رئيسية هي: الوعي بالذات، التحفيز(الدافعية)، التعاطف(التقمص العاطفي)، المهارات الاجتماعية، وكانت توصف الأبعاد الثلاثة الأولى بأنها كفاءات شخصية، والبعدين الآخرين كفاءات اجتماعية، وشملت تلك الأبعاد الخمسة خمساً وعشرين كفاءة.
وبإجراء دراسات لاحقة وتحليلات إحصائية على تلك الأبعاد والكفاءات تم اختصار الأبعاد الخمسة إلى أربعة أبعاد، وذلك بحذف بعد التعاطف لأنه دمج في بعد الوعي الاجتماعي، كما تم اختصار الكفاءات الخمس والعشرين إلى ثماني عشر كفاءة، واستنادا لتلك الأبعاد حدد "جولمان" وزملائه جانبين أساسين للكفاءات تتوافق مع الذكاء العاطفي، وهما القدرة والهدف، بحيث تشتمل القدرة الوعي بالعواطف وإدارة العواطف، ويشمل الهدف إمكانية الاستفادة من هاتين القدرتين في التأثير في الذات وفي الغير.
وفيما يلي توضيح لإبعاد وكفاءات الذكاء العاطفي، والتي تتوافق مع كفاءات القيادة من منظور نظرية جولمان وزملائه.
1. الوعي الذاتي: ويشمل الوعي الذاتي العاطفي، والتقييم الدقيق للذات، والثقة بالنفس.
o الوعي العاطفي الذاتي: القادة الذين يتمتعون بنسبة عالية من الوعي الذاتي العاطفي تجدهم متناغمين مع إشاراتهم الداخلية، ومع قيمهم المفضلة، ويملكون غالباً الحدس نحو أفضل الخيارات وهم صريحون وصادقون لدى الحديث عن عواطفهم وعن قناعاتهم.
o التقويم الذاتي الدقيق: القادة الذين يمتلكون درجة مرتفعة من الوعي الذاتي يعرفون غالبا نقاط قوتهم وضعفهم ويظهرون روح الدعابة والفكاهة عن أنفسهم ويرحبون بالنقد البناء، وبالتغذية العكسية والتقييم الذاتي الدقيق يسمح للقائد أن يعرف متى يطلب المساعدة، ولماذا.
o الثقة بالنفس: تؤدي الثقة بالنفس إلى الاستفادة من نقاط القوة لدى القادة، والواثقون من أنفسهم يرحبون بالمهام الصعبة وغالبا لديهم حضور وبروز بين الآخرين.
2. إدارة الذات: وتشمل ضبط النفس، والشفافية، والتأقلم، والتوجه للإنجاز، والمبادأة، والتفاؤل.
o ضبط النفس: القادة الذين لديهم القدرة على ضبط النفس عاطفيا يجدون طرقا لإدارة عواطفهم وانفعالاتهم المزعجة ويوجهونها بطرق مفيدة، لأنهم يحافظون على هدوئهم وصفاء أذهانهم في ظروف الضغط والأزمات.
o الشفافية: هي انفتاح القادة على الآخرين، بما يتعلق بمشاعره ومعتقداته وأفعاله والقادة الشفافين يعترفون بأخطائهم ويواجهون السلوك الغير أخلاقي لدى الغير.
o التأقلم: هو القدرة على الاندماج والعمل في بيئات جديدة ومواجهة تحديات جديدة والقادة المتمتعون بتلك الكفاءة يلبون عدة متطلبات دون فقد الطاقة والتركيز.
o التوجه للإنجاز: القادة الذين يملكون تلك الكفاءة يتمتعون بمعايير شخصية تدفعهم للسعي دائما لتحسين أدائهم وأداء مرؤوسيهم ويضعون أهدافا قابلة للقياس، ولكنها تمثل تحديا وهذه القدرة تكمن في مواصلة تعلم وتعليم طرقا جديدة لإنجاز أفضل.
o المبادأة: هي الكفاءة في اغتنام الفرص أو خلقها بدلا من مجرد الانتظار والقائد المتمتع بتلك القدرة يخرق الروتين ويحب التصدي للحلول ويسعى دائما لخلق فرص أفضل للمستقبل.
o التفاؤل: القائد المتفائل يرى في العقبة فرصة بدلا من كونها تهديدا، وينظر للآخرين بايجابية ويتوقع منهم الأفضل ويتوقع أن بإمكانه أن يحقق هو والآخرين إنجازا ومستقبلا أفضل.
3. الوعي الاجتماعي: ويضم التقمص العاطفي، والوعي التنظيمي، والتوجه نحو الخدمة.
o التعاطف(التقمص العاطفي): القادة الذين لديهم تعاطف يكونون قادرين على التناغم مع طيف واسع من الإشارات العاطفية، بما يجعلهم يحسون بالمشاعر المحسوسة وغير المفصح عنها لدى الشخص أو المجموعة، ومثل هؤلاء القادة يصغون بانتباه ويمكنهم أن يفهموا وجهة نظر الآخر مما يجعلهم قادرين على التفاهم جيدا مع أناس من خلفيات وثقافات متنوعة.
o الوعي التنظيمي: القائد الذي يملك تلك الكفاءة يكون قادرا على ضبط الشبكات الاجتماعية الحاسمة، وأن يقرأ علاقات القوة الرئيسية وإدراك القوى السياسية والاجتماعية والثقافية المتفاعلة في صلب تنظيم ما، وأيضا القيم والقواعد غير المنطوقة الموجهة لسلوك الناس.
o التوجه للخدمة: القادة الذين يتمتعون بدرجة عالية من كفاءة الخدمة يبنون جوا عاطفيا بشكل يجعل الناس الذين هم على اتصال مباشر مع العميل يحتفظون بعلاقة جيدة معه، ويراقبون رضاه كما أنهم يجعلون أنفسهم في الخدمة كلما دعت الحاجة، وهم سعداء بذلك.
4. إدارة العلاقات: وتشمل الإلهام، والتأثير، وتطوير الآخرين، والحث على التغيير، وإدارة الصراع، والتعاون والعمل ضمن فريق العمل:
o الإلهام: وهي كفاءة القادة في إلهام غيرهم وخلق التجاوب وتحريك الغير برؤية مقنعة نحو مهمة مشتركة، وهم قدوة لغيرهم ويمنحون الآخرين حسا وإثارة فعالة نحو العمل.
o التأثير: وهو إتباع القادة للأسلوب المناسب للإقناع وينبع التأثير من شخصية القائد وسلوكه ومن تعبيراته اللفظية وغير اللفظية.
o تطوير الآخرين: وهي كفاءة القادة في تنمية قدرات الآخرين والاهتمام الحقيقي بفهم أهدافهم ونقاط القوة والضعف لديهم، وتقديم تغذية مرتدة بناءة في الوقت المناسب.
o الحث على التغيير: وهي كفاءة القادة في معرفة الحاجة للتغيير، ومواجهة الوضع السائد وتقديم البرهان على ما يريدون بالإقناع ويجدون طرقاً عملية لمواجهة ما يعوق التغيير.
o إدارة الصراع: وهي كفاءة القادة في جذب كل الأطراف عن طريق تفهم مشاعر ووجهات النظر المختلفة، وتبسيط نقاط الخلاف وإعادة توجيه الطاقة باتجاه هدف مشترك يسانده الجميع.
o التعاون والعمل الجماعي: وهي كفاءة القائد في خلق جو من الزمالة الحميمة وتقديم المساعدة، وبناء الروح المعنوية وروح الانتماء لفريق العمل والعمل على تكوين وترسيخ الصداقات واجتذاب الآخرين إلى التزام حماسي للعمل الجماعي.
وتأسيسا على ما سبق فإن المنظمات بكل أنواعها، بحاجة ماسة إلى القيادة عاطفيا أكثر من أي وقت مضى لأنها تعيش في وسط التغيير والتحديات الاقتصادية، والأمر نفسه للموظفين الذين يواجهون تحديات جديدة مثل تأثير سعي المنظمات لخفض التكاليف والاعتماد على العولمة وإعادة وتصميم الأعمال كل هذا يفرض على القادة التفاعل، والأخذ بنمط القيادة التي تجعل الموظفين يعملون كفريق واحد وهذا ما تحققه القيادة الذكية عاطفياً. (عبد الفتاح،2007،ص27-30)
مهارات الذكاء العاطفي:
يتميز القادة الإداريين الذين يمتلكون الذكاء العاطفي بمجموعة من المهارات، وفيما يلي إيضاح لدور المهارات الأساسية في عملية القيادة:
1. ينبغي أن يكون القادة قادرين على تحديد وفهم عواطفهم ويعرفون مسببات تلك العواطف، وبتلك القدرة يمكن للقائد تقييم الحالة أو الموقف بشكل أكثر وضوحا واتخاذ قرارات تتسم بالوضوح والتوازن.
2. عندما يتحكم القائد بعواطفه يمكنه أن يبقى هادئا وسط حالات الغموض والقلق، ومع هذا الضبط الذاتي يتخذ القادة ردود أفعال متوازنة ويتبعهم المرؤوسين بنفس التوجه والسلوك.
3. عندما يملك القائد مهارة قراءة الآخرين، والقدرة على التواصل والتفاعل مع خبراتهم وتجاربهم سيكون تأثيره كبيرا في الآخرين.
4. عندما يملك القائد مهارة فهم العواطف يكون قادرا على تقييم المواقف بموضوعية ويتخذ قرارات أكثر فاعلية.
5. عندما يملك القائد مرونة الاتصال من خلال فهم عاطفته الذاتية وعواطف الآخرين، يمكنه الاتصال بالآخرين بالطريقة المناسبة وبالوقت المناسب سواء كان بشكل لفظي أو غير لفظي.
ويعد "فيلدمان" هذه المهارات الخمس السابقة ضرورية للقائد ولكن المهارات العليا (مهارات النسق الأعلى) تجعل القائد أكثر فاعلية، وتشتمل على خمس مهارات هي:
1. تحمل المسؤولية عن العمل.
2. إيجاد خيارات منوعة ومرنة لمواجهة المواقف المختلفة.
3. تقبل وجهات نظر الآخرين.
4. الحماس لإيجاد أفضل الخيارات الممكنة لكل حالة، وخاصة القرارات ذات التأثير.
5. الإصرار على خلق عزيمة ذاتية واحترام الذات والإحساس بالفاعلية الشخصية. (عبد الفتاح،2007،ص31)
مستويات الذكاء العاطفي:
دخل مصطلح الذكاء العاطفي لغتنا المعاصرة لأول مرة عام 1990 على يد العالم بيتر سالوفي ولهذا الذكاء مستويان:
o المستوى الشخصي في إطار الذات.
o المستوى التفاعلي في إطار العلاقات.
وغم تبادل التأثير بين هذين المستويين إلا أن الذكاء العاطفي على المستوى الشخصي هو الأصل ويؤدي غيابه إلى ضعف الذكاء العاطفي على مستوى العلاقات الإنسانية ويتسبب أيضا في التقليل من فعالية الذكاء الفكري لأطراف هذه العلاقات.
ورغم ذلك فما زال كثيرون يعتقدون بأن التعبير عن العواطف في أماكن العمل من السلوكيات السلبية التي على العاملين أن يتجنبوها. إلا أن التجارب أثبتت خطأ هذا الاعتقاد لان التحلي بهذه المهارات الطبيعية ومساعدة الآخرين على بناء قواعد ذكائهم النفسي هو الطريق الوحيد إلى بناء علاقات ذكية وبالتالي منظمات قوية وشركات تنافسية.(إلياس،2009،ص14)
أهمية الذكاء الوجداني :
تتمثل أهمية الذكاء العاطفي في إدارة انفعالات الإنسان وتصرفاته من خلال:
o الانسجام بين عواطف الشخص ومبادئه وقيمه, ما يشعره بالرضا والاطمئنان.
o اتخاذ القرارات الرشيدة في الحياة اليومية.
o انعكاسه على الصحة الجسدية والنفسية.
o الإسهام في القدرة على تحفيز الذات وإيجاد الدافعية الذاتية لعمل ما نريده.
o الإسهام في جعل الشخص أكثر فاعلية في العمل من خلال فريق العمل.
o يدعم المعاملة الحسنة والاحترام في التعامل.
o يسهم في تكوين العلاقات والصداقات المرغوبة.
o يساعد على زيادة مهارات الإقناع والتأثير في الآخرين.
o يسهم في النجاح الوظيفي. http://www.aleqt.com/2008/12/15/article_173645.html))
الذكاء العاطفي وعلاقته بالتعلم والتدريب:
حيث تتمثل مهمة الذكاء العاطفي في السعي لضبط إيقاع انفعالاتنا وعواطفنا وتوظيفها من أجل تعظيم قدرتنا وفاعليتنا الشخصية على اتخاذ القرارات الرشيدة والمناسبة، كردة فعل لهذه الانفعالات، كما يتضمن ضبط العواطف، وإيجاد العواطف المناسبة عند الحاجة إليها، وكذلك تعديل وتغيير أنماط السلوك المتعلمة، فإن الذكاء العاطفي ـ حسب هذا الوصف لآلية عمل الدماغ - يسعى ويحرص على عدم إعطاء الفرصة للأميجدالا لتولي زمام الأمور، والسماح للقشرة الجديدة بالتدخل لتكون استجاباتنا مدروسة قدر الإمكان وليست تلقائية.
وللذكاء العاطفي ارتباط وثيق بعملية التعلم والتدريب ويستند إلى ثلاثة افتراضات مهمة، هي:
o ليس هناك تفكير دون عاطفة، وليست هناك عاطفة دون تفكير.
o كلما كان الشخص أكثر وعياً بتجربته، أمكن التعلم منها أكثر.
o معرفة الإنسان بنفسه جزء مهم من عملية التعلم. http://www.aleqt.com/2008/12/15/article_173645.html))
أثر الذكاء العاطفي:
وللذكاء العاطفي تأثيرات واضحة ومهمة في حياة كل شخص وفي طريقة تفكيره وعلاقاته وانفعالاته,, فالتعاون بين العقل والقلب أو بين الشعور والفكر, يبرز لنا أهمية الذكاء العاطفي في التفكير سواء أكان ذلك من خلال اتخاذ القرارات الحكيمة أم في إتاحة الفرصة لنا لنفكر في صفاء ووضوح إذ ما أخذنا في الحسبان أن العاطفة إذا ما قويت أفسدت علينا القدرة على التفكير السليم والحصول على قرارات صائبة. ttp://www.aleqt.com/2008/12/15/article_173645.html))
أهمية مهارات الذكاء العاطفي للقيادة التربوية:
تتضح أهمية توافر مهارات الذكاء الوجداني لدى القائد التربوي من خلال الآتي:
o القدرة على أن يُحِب ويُحَب.
o القدرة على مواجهة الواقع والتعامل معه.
o القدرة على النظر إلى خبرات الحياة بشكل إيجابي.
o القدرة على التعلم من الخبرات السابقة.
o القدرة على تحمل الإحباط.
o القدرة على احتواء الصراعات.
o قبول الاختلاف والبعد عن التعصب.
o التوازن.
o الدافعية للإنجاز.
o الإبداع.
o القدرة على العمل الجماعي.
ويعرض تشيرنسس مجموعة من مؤشرات النجاح في العمل كنتيجة للتعلم الوجداني والاجتماعي للقادة التربويين، ومن تلك المؤشرات:
o التطور السريع في علاقات العمل.
o الوساطة الناجحة والقدرة على التفاوض.
o توافر الثقة بالنفس.
o القدرة على إدارة المشاعر الذاتية.
o القدرة على الإقناع.
o القدرة على قراءة المواقف.
o القدرة على غرس الإيجابية، وتطوير الذكاء الوجداني باستمرار.
وحددت جيري أهم الخصائص التي تميز المديرين الناجحين في المنظمات التعليمية وجميعها مرتبط بالذكاء العاطفي الوجداني، وهي:
o القدرة العالية في النفس.
o القدرة على بناء علاقات وجدانية قوية مع الآخرين لحسم الصراعات.
o القدرة على التأثير بقوتهم الشخصية أكثر من موقعهم الوظيفي.
o القدرة على إدارة الصراعات بشكل أكثر فاعلية.
o القدرة على إدارة الوجدانات السالبة والشعور بالتفاؤل معظم الوقت.
o القدرة على التفهم والاهتمام بالسلوكيات غير اللفظية للآخرين.
ويمكن ملاحظة العلاقة بين الذكاء العاطفي والقيادة الفعالة من خلال:
o أن قدرات الذكاء الوجداني للقائد عوامل تكون منبئة لمستوى أدائه في المؤسسة التي يعمل بها.
o أن الذكاء الوجداني يؤثر على سلوك القائد الذي يدير أي عمل وعلى اتخاذه للقرارات الخاصة بذلك.
o إن الكفاءات الوجدانية للمدير تؤثر على علاقته بمرؤوسيه وعلى روح التعاون بينهم وعلى مستوى أدائهم وعلى مستوى دافعيتهم.
o أن المهارات الاجتماعية مكون مهم له تأثير قوي على أداء المديرين وعلى أدوارهم.
دواعي الحاجة إلى الذكاء العاطفي الوجداني في المؤسسات التربوية:
o تنمية المؤسسات المنتجة ومساندتها.
o التغيير الإداري والضغوط.
o تكوين فرق عمل ذو أداء مرتفع.
o اختيار المواهب عالية الجودة وتعزيزها والحفاظ عليها.
المراجع:
- الياس، طارق.(2009).الذكاء العاطفي وتطبيقاته في بيئة العمل وعلم التفاوض.القاهرة:بوك سيتي للنشر والتدريب والاستشارات الإدارية.
- عبد الفتاح، إيمان.(2007).كيف تصبح أكثر فاعلية وتحقيق النجاح من خلال الذكاء العاطفي وأساليب استغلال الطاقة. ورقة عمل مقدمة في ندوة "تنمية المهارات القيادية لمديري منظمات الأعمال العامة والخاصة".القاهرة.
- العتيبي، تركي بن كديميس،)2010(، تصور مقترح لتوظيف الذكاء العاطفي في الرفع من فعالية القيادة التربوية، كلية التربية، جامعة الطائف.
- العديلي، ناصر.(2008).الذكاء العاطفي من أهم العناصر المؤثرة في نجاح القيادة الإدارية. تم استرجاعه بتاريخ 23/11/1432هـ على الرابط التالي:http://www.aleqt.com/2008/12/15/article_173645.html)).
- المحمدي، إيمان.(1430).المكونات العاملية للذكاء الوجداني لدى عينة من طالبات السنة التحضيرية. رسالة غير منشورة. قسم علم النفس، كلية التربية، جامعة الملك عبد العزيز:جدة.
- النمري، أحمد.(1430).الذكاء الوجداني وعلاقته بالسلوك القيادي لدى مديري المدارس الثانوية بمحافظة الطائف. رسالة غير منشورة.قسم علم النفس، كلية التربية، جامعة أم القرى:مكة المكرمة.